متى يكون الصوم مقبولا؟
ارجو بيان الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها الصائم : حتى يكون صيامه مقبولا ان شاء الله تعالى
للصوم آداب : ينبغي للصائم أن يقوم بمراعاتها ، حتى يكون صومه مقبولا ان شاء الله تعالي : وهي تتركز في ستة أمور
( ۱ ) غض البصر : عن كل ما يحرم شرعا النظر إليه ، وعن كل ما يشغل القلب ويلهي عن ذكر الله تعالى
( ۲ ) کف السمع عن الإصغاء إلى كل مكروه ، او محرم نهارا وليلا
( ۳ ) حفظ اللسان عن الهذيان والكذب والغيبة والنميمة ، وتحسن القول ، والجدال والخصام
( ٤ ) کف بقية الجوارح : من اليد والرجل وغيرهما عن الأثام والمكاره ، ويدخل في ذلك : كف الفم والبطن عن تناول المحرمات. كالخمر والنبيذ والمخدرات والسموم البيضاء القاتلات والمغصوبات ، والمسروقات
( ٥ ) الا يستكثر الصائم : من الطعام وقت الافطار، حتى لا يمتلىء جوفه ؛ فان هذا يذهب بثمرة الصيام وهي قهر الشيطان ، بكسر الشهوة
( ٦ ) ان يكون قلبه وقت الافطار : بين الخوف والرجاء ؛ لأنه لا يدري ايقبل صومه : فيكون من المقربين ، ام يرد عليه : فيكون من الممقوتين المحرومين
القئ المتعمد يفسد الصيام؟
وما حكم القيء بالنسبة للصائم ؟
هل يفسد الصوم ام لا؟
و القيء الذي يفسد الصوم .. هو ما خرج من الصائم بصنعه متعمدا وملا الفم ، لما رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة وابن حبان والدارقطني ، والحكم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : من ذرعه القيء ( ای غلبه ) فليس عليه قضاء ، ومن استقاء عمدا : فليقض، فإذا خرج القيء من فمه بدون صنعه ، فإنه لا يكون مفسدا لصومه ، وكذلك إذا تعمد اخراجه، وكان ناسيا انه صائم :فصومه صحيح
نتاول طعام الإفطار والسحور
ما الذي ينبغي للصائم أن يفعله عند تناول طعام الافطار والسحور، محافظة على صحته ؟
ينبغي للصائم : الاعتدال في تناول فطوره وسحوره ، فلا يفرط في تناول الطعام ، لأن الاسترسال : في شهوة البطن ، كثيرا ما يفضى الى اصابة الجسم بشتى الأمراض .. وقد قيل : البطنة أصل الداء ، والحمية اصل الدواء وعودوا كل جسم ما اعتاد ، أي في حدود ما اباحه الإسلام .
وقال بعض الحكماء : « اکبرالدواء : تقديرالغذاء ، وقال حكيم العرب : الحارث بن كلدة عندما سئل عن افضل الدواء ؟ قال : أن ترفع يدك عن الطعام ، وانت تشتهيه ، ای وعندك قابلية للاستزادة منه .. ومن نفیس الحكم : ونحن قوم : لا ناكل حتى نجوع ، وإذا أكلنا لا نشبع والصوم باجماع الأطباء حمية منظمة ، وفي بعض الحالات المرضية ، يامر الطبيب المريض بالامتناع عن تناول الأطعمة ، أو بعضها لتشفى عروة فتنفع فيها الأدوية ، وعن على بن الحسين رضي الله عنه أنه قال : »جمع الله الطب كله في نصف أية : من كتابه فقال" وكلوا واشربوا ولا تسرفوا أنه لا يحب المسرفين" الأعراف : ۲۱
وروی الترمذي عن المقدام بن معد يكرب قال : قال صلى الله عليه وسلم : « ما ملا ابن آدم وعاء : شرا من بطنه ، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ، فإن كان لا محالة فاعلا : فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه وثلث لنفسه .. فالإنسان يستفيد : من الإقلال من الطعام والشراب : صفاء القلب ، وتوقد القريحة ، وانفاذ البصيرة ، وتزكية النفس ، وصحة البدن
خمس منح الهية في رمضان
عن جابر بن عبد الله رضی الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال : اعطيت امتي في شهر رمضان خمسا لم
يعطهن نبي قبلى اما واحدة .. فانه اذا كان أول ليلة من شهر
رمضان ينظر الله عز وجل إليهم .. ومن نظر إليه لم يعذبه
ابدا . واما الثانية : فان خلوف افواههم حين يمسون اطيب
عند الله من ريح المسك . واما القمة : فإن الملائكة تستغفر
لهم في كل يوم وليلة. واما الرابعة : فان الله عز وجل يامر جنته فيقول لها : استعدی
وتزيني لعبادى . . اوشك أن يستريحوا من تعب الدنيا إلى داری وکرامتى . اما الخامسة
فلانه اذا كان أخر ليلة .. غفر الله لهم جميعا
فقال رجل من القوم : اهي ليلة القدر ؟
فقال : لا. . الم تر أن العمال يعملون فاذا فرغوا من اعمالهم وفوا اجورهم
(رواه البيهقي)
اخذ الحقن لا يفسد الصوم و هل تعاطى الحقن تحت الجلد
او في العضل ، او في الوريد : يفسد الصوم ام لا
الشرط في الشيء المفطر المفسد للصوم :
ان يصل إلى الجوف ، وان يكون الوصول إليه : من احد المنافذ المعتادة ، وذلك لان مسام الجلد : لا يعتبر من المنافذ التي يصل منها الغذاء ، او الدواء إلى الجوف ، وبهذا يعلم : أن تعاطی الحقن سواء اكانت تحت الجلد ام في العضل ام في الوريد ، ام في اي موضع : من ظاهر البدن :
غیر مفسد للصوم لان هذه الحقن لا يصل منها شيء إلى الجوف
وما الحكم : في زوجة حامل في شهرها السادس ، ويشق عليها الصيام ، فهل يجوز لها الافطار ؟ وما الذي يجب عليها ؟
يرخص للحامل إذا كان يشق عليها الصيام : أن تفطر ، ويجب عليها القضاء بعد زوال عارض الحمل : اي بعد الولادة والطهارة من النفاس ، لما رواه أحمد والترمزی وأبو داود والنسائي وابن ماجة عن أنس بن مالك رضی الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله وضع عن المسافر : شطر الصلاة
رای اربعة فقط ، وعن المسافر والحبلی والمرضع: الصوم او الصيام
اجتناب الزور
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ملى الله عليه وسلم : « من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان بدع طعامه وشرابه
( رواه البخاری)
و ما رای الدين : في النقط التي توضع : في الانف ، او الاذن : بالنسبة للصائم ؟
كل ما يصل إلى الحلق : يفطر الصائم ، ومما لا شك فيه : آن نقط الانف تصل إلى الحلق ، وكذا الاذن : فاستعمال شيء من ذلك : في نهار رمضان : حرام فان فعل وشعر باثر ذلك في حلقه : فسد صومه ، وعليه أن يتم بقية يومه ، مراعاة الحرمة الشهر ، ويطالب بالقضاء
رخصة الصيام افضل ام الافطار
وهل الصوم: بالنسبة لكل من المريض والمسافر افضل ام الافطار افضل؟
اختلف الفقهاء في ذلك : فذهب أبو حنيفة ومالك : إلى أن الصوم افضل لقول الله تعالى "وان تصوموا خير لكم ان كنتم تعلمون" البقرة ١٨٤. وذلك إذا كان المرض أو السفر لا يحدث مشقة كبيرة للصائم .. وذهب احمد . إلى أن الفطر افضل لقول النبي صلى الله عليه وسلم ليس من البر : الصوم في السفر ، أخرجه البخاري ومسلم وابو داود والنسائي .. وذهب بعض العلماء إلى أن ذلك على التخيير وانه ليس أحدهما افضل ، لما روى عن حمزة بن عمرو الأسلى انه قال : يا رسول الله إني اجد في قوة على الصيام في السفر ، فهل على من جناح ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هي رخصة من الله ، فمن اخذ بها : فحسن ومن احب ان يصوم فلا جناح عليه ، رواه البخاري ومسلم عن انس رضي الله عنه انه قال كنا نسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم : فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم
حكمة صيام شهر رمضان
وما الحكمة : التي من اجلها شرع شهر رمضان
شرع صيام شهر رمضان ؟
فرض الله تعالى صيام شهر رمضان : لحكم عظيمة ، ومنافع عديدة ، وفوائد كثيرة : روحية ، وخلقية ، واجتماعية ، وصحية : فالصوم علاج إلهي لعلة النفس ، وعلية الهوى ، إذ يبعث في الإنسان بروح التقوى ، وروح الخوف والخشية والمراقبة .. وهو رياضة للنفس يقودها للفضائل ، ويبعدها عن الرزائل ، ويدعوها إلى طيب العشرة ، والحلم والشفقة ، والعطف والرحمة والعفو عن السيء ، ومعونة ذي القربي ، ومراعاة حقوق الجوار ، والصدقة في السر والعلانيةكما انه يربي في الانسان قوة الارادة ، ومضاء العزيمة ، والصبر والمصابرة ، وهو يصح البدن ، ويجدد الشباب ، ويخلص الجسم من كثير من امراضه ، روى الطبري في الأوسط عن ابي هريرة رضی الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صوموا تصحوا
السحور اول من صاح في مصر بالتسحير
هو( عنبسة بن اسحاق) والى مصر في ۲۳۸ ميلادية، ويؤثر عنه انه كان يذهب على قدميه من مدينة العسكر في الفسطاط إلى جامع عمرو بن العاص ، وكان ينادي بنفسه على الناس بالسحور . وكان التسحير بالجامع في فترات متفاوتة، وتردد الاهازيج على فترات اما عن التسحير خارج الجامع .. فيذكرون ان اول من سحر على الطبلة هم المصريون .. وكان اهل الاسكندرية وبعض البلاد العربية يسحرون بدق الأبواب بالنبایت
المجاهرة بالأفطار حرام حتى على أصحاب الأعذاړ
المجاهرة بالافطار من أكبر المعاصى التي قد يقع
فيها نفر من الناس
والأصل الشرعي أن يستر صاحب المعصية على نفسة . حتى قال الفقهاء أن أصحاب الاعذار التي يباح لهم الفطر، لا يجوز لهم شرعا المجاهرة بالفطر حفاظا على مشاعر الصائمين وقدسية الشهر المبارك
لقد اعجبتني وصية لأبي عثمان النوری یومی به ابنه فيقول : يا بني كل مما يليك واعلم أنه اذا كان في الطعام نعمة كريمة او شيء جميل فانما ذلك للشيخ الكبير ، والصبي المدلل ، ولست واحدا منهما
ولنا أن نسائل المفطر عن سبب افطاره هل افطر جحودا ونكرانا لفريضة الصيام ام افطر سهوا وجهلا ؟ ان كان منكرا فانه منكر لأمر معلوم من الدين بالضرورة وبذلك يكون مرتدا عن دین الاسلام !
وسوف يفضح الله العاصين ويحرمهم في الآخرة :
يقول تعالى : ونادى اصحاب النار اصحاب الجنة أن افيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا ان الله حرمهما على الكافرين الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا . . بشير الدكتور كمال العنانی أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر بالقاهرة الى رای
الفقهاء في المفطر فيقول : أن بعض الفقهاء يقولون على المفطر أن يؤدب حتى يرجع عن هذا الألم الذي ارتكبه ، وبعضهم قالوا يسجن ويحرم من الطعام والشراب طوال شهر رمضان حتى تحصل له صورة الصائم ، وان استمر على الاقطار فانه لا يستحق رحمة الله له ، ولكن اذا تاب ورجع تاب الله عليه ولا يبريء ذمته الا بالقضاء مع نقصان ثوابه لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: « كل أمتي معافي الا المجاهرين
الحرية الشخصية
البعض من الناس يجاهر بافطاره ظنا ان الجهر بالافطار حرية شخصية ! يقول الدكتور عاشور : لا يحل لمسلم أن يخالف ما استقرت عقيدة امة الاسلام عليه ، ولا مخالفة هدى الله وهدی رسول الله صلى الله عليه وسلم فالحرية مرتبطة دائما بشريعة الله فان وافقت هذه الشريعة فتكون حرية جديرة بالاحترام لما فيها من طاعة الله وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويشير الدكتور معاذ عبدالله أبو غزالة أستان الدعوة بكلية أصول الدين جامعة الأزهر الى ان اصحاب الاعذار الذين يرخص لهم الشرع بالافطار مثل الشيخ الكبير والمراة العجوز والمريض واصحاب الأعمال الشاقة والحبلي والمرضع ينبغي لهم أن يتستروا عن اعين الناس ، حتى يحطوا هيبة الصوم، ولا بخدشوا حياء الناس ويحافظوا على سمة المجتمع الإسلامي
باب في الجنة يدخل منه الصائمون
روى الشيخان في صحيحيهما عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اللجنة بابا ، يقال له : الريان . يقال يوم القيامة : این الصائمون ؟ فإذا دخل آخرهم اغلق ذلك الباب
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
تعليقات: (0) (يمكنك التعليق برابط صورة او فيديو) إضافة تعليق