تكرار الذنب والتوبة

 تكرار الذنب والتوبة 

سؤال /مارأي الاسلام في رجل كثير الذنب ولكن يخشى ربه كلما وقع في خطأ سارع بالتوبة ولكن سرعان مايذنب مرة اخرى ويتوب وهكذا ؟ 

الجواب 

ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال كل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون رواه الترمذي وابن ماجها

التوبة من أي ذنب لابد فيها بعد الاقلاع عنها من الندم ومن العزم الأكيد الخالص على الا يعود لتكون توبة نصوحا يغفر الله بها الذنوب . وذلك  بعد رد الحقوق والمظالم إلى أصحابها أو عفوهم الشيطان عنها ، أما الندم مع العزم على العود الى  المعصية في وقت آخر فهو كما جاء في بعض الأحاديث 

كالاستهزاء بالله وهو في قمة الكبائر والتوبة بدون رد الحقوق ناقصة لا تمنع المسائلة فإذا تاب الإنسان توبه نصوحا ثم بعد ذلك غلبة الشيطان دون أن يكون هو عازما على المعصية فوقع 

فيها ثم تاب توبة نصوحا غفر الله له 

وهذا هو مايشير اليه حديث البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ان عبدا أصاب ذنبا فقال يارب إني أذنبت ذنبا فاغفره لی فقال له ربه : علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب وياخذ به فغفر له ، ثم مكث ماشاء الله ثم أصاب  

ذنبا اخر فقال يارب إني أذنبت ذنبا اخر فاغفره لی قال ربه : علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب وياخذ به فغفر له..... 

الى أن قال : غفرت لعبدي ليعمل ماشاء

وليس هذا إغراء لعصيان ، بل هو فتح باب الأمل والرجاء لمن تاب بصدق واخلاص ثم عزه الشيطان فأذنب ، والمراد أن باب التوبة مفتوح مادام المذنب يخاف ربه ويحس بخطئه ثم يرجو مغفرة الله فيتوب ، أما توبة الكذابين الذين يتوبون بالسنتهم وتحدثهم قلوبهم بالعودة فهی نفسها معصية . ويلاحظ في الحديث قول النبي ثم أذنب ذنبا اخر . ففيه إشارة إلى أن التائب النادم على فعل معصية لم يفكر في العودة اليها مرة ثانية ، بل وقع في معصية أخرى ومهما يكن من شيء ، فان الله وحده هو المطلع على القلوب والنيات ، فلتكن توبتنا خالصة ولنجعل نصب أعيننا قوله تعالی (نبیء عبادی أني أنا الغفور الرحيم ، وأن عذابي هو العذاب الأليم) 

فالله رحيم بالمخلصين ، وعذابه اليم للمستهزئین